سلاح الظواهر الطبيعية.. بين الحقيقة والوهم

علي الهاشم – باحث ومختص كويتي بمجال الدفاع والطيران والأنظمة الدفاعية

بمجرد أن شهد العالم صدمة ما أحدثه الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا مؤخراً من دمار هائل يفوق كمّاً هائلاً مما تحدثه القنابل النووية، حتى سارع البعض بتداول فرضية أن يكون هذا الزلزال مفتعلاً وليس بفعل الطبيعة.

على أرض الواقع، هناك احتمالات تشير إلى صحة تلك الافتراضات بالاستناد إلى أدلة وأبحاث عسكرية علمية مثبتة ميدانياً، غير أنها تبقى مجرد احتمالات غير مثبتة بشكل قاطع. فما هي تلك الاحتمالات وعلى ماذا تستند؟

لطرح تلك الاحتمالات سنعود بالتاريخ إلى ما قبل الحربين العالميتين، وتحديداً إلى العام ١٨٩٣، حين وضع “نيكولا تسلا” جهازاً أطلق عليه اسم “مذبذب تسلا الميكانيكي” الذي تسبب حسب ما تقول الرواية بإحداث اهتزازت كادت أن تدمر مدينة نيويورك وتجعلها ركاماً. والجدير بالذكر أن “مذبذب تسلا الميكانيكي” كان بطول ٨١ سم ويزن رطلاً واحداً فقط، ما يجعله سهل الحمل والتنقل. قام حينها “تسلا” بتحطيم اختراعه بسبب الاهتزازت التي نتجت عنه، لكنّ تصاميم ذلك المذبذب تمت مصادرتها من قبل الحكومة الأمريكية وظلت سراً طي الكتمان لمدة طويلة جداً.

مشروع “هارب / HAARP” المثير

في عام ١٩٩٧، تم تشغيل منظومة ما يعرف بـ “برنامج أبحاث موجات الشفق النشطة عالية التردد” أو High-frequency Active Auroral Research Program، ويعرف اختصاراً باسم “هارب” HAARP. وهو مشروع بالغ السرية لدرجة أنه تم إخفاؤه بطابع مدني من أجل التمويه.

يتكون “هارب” من مصفوفات عديدة من الهوائيات تقوم ببث موجات متعددة التردد والأنماط، ويتم التحكم بها حسب الغرض منها.ولعل أبرز هذه الموجات التردد بالغ الانخفاض (ELF) / Extreme Low Frequency، في حين يُستخدم هذا النوع من الترددات حالياً كمصدر أساسي للتواصل مع الغواصات النووية في الأعماق إلاّ أنه يُستخدم لأغراض أخرى عديدة، وقد تبين أن موجات التردد الخاصة بهذا النطاق (بالغة الانخفاض) يمكنها أن تتسبب في تأين الغلاف الجوي Atmospheric ionization وتسخين طبقات الأرض، بل وحتى اختراق تلك الطبقات واكتشاف الإنفاق المحصنة وإعطاء مخططات عنها بشكل دقيق. وعليه، يمكن مع هذه الترددات إحداث اهتزازات مضاعفة عن تلك التي أحدثها “مذبذب تسلا الميكانيكي”، مما يؤدي إلى حدوث زلزال بدرجات معينة.

كذلك يمكن لمثل تلك الترددات إحداث ما يشبه البرق أو الأجسام المضيئة بسبب تأين ذرات الهواء الأمر الذي يفسر مشاهدة الكثير من الناس لتلك الظواهر قبل حدوث الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا. أضف إلى ذلك أن موجات ذلك التردد الكهرومغناطيسية كالمايكروويف قد تؤثر في سلوك الكائنات الحية وهو ما يفسر أيضا دخول قطعان من الإبل والماشية كالخراف وما سواها في حركات دائرية لا إرادية قبل حدوث الزلزال بأيام.

أسلحة التدمير الحجمي

يُطلق على أسلحة التدمير الحجمي Scalar Weapons اسم أسلحة الطاقة الخفية، كونها تبدو على شكل أجهزة ذات طابع علمي مدني بينما هي قادرة على إحداث دمار متعدد الأنماط مثل تدمير مركبة على بعد فائق أو إهلاك مدينة كاملة بافتعال موجات زلزالية هائلة، بل وحتى التحكم بأنماط العقل.

وقد كان لتصريح وزير الدفاع الأمريكي الأسبق “وليام كوهين” في أبريل عام ١٩٩٧، حينما كان في أحد المؤتمرات المتعلقة بالتهديدات الإرهابية وأسلحة الدمار الشامل في الاستراتيجية الأمريكية بجامعة جورجيا، الأثر الكبير لدى الحضور حيث قال: “سيكون بمقدورنا التحكم بالطقس وتسخيره كسلاح في العام ٢٠٢٥ كلياً”. لم يأت تصريحه هذا حتماً من فراغ.

سلاح الزلازل التكتوني

في عام ٢٠٠٣، عُرض فيلم “لب الأرض” The Core، بطولة “هيلاري سوانك” وتناول تجربة سرية لسلاح توليد الزلازل التكتوني الذي ينتج عنه تباطؤ للمادة السائلة الحممية في لب الأرض المسؤولة عن دوران الكوكب، لتبدأ بعدها ظواهر غريبة كتعرض الطائرات والسفن إلى الوقوع في الخطأ في التوجيه والملاحة ومن ثَمّ الضياع، وحدوث كوارث طبيعية غريبة بين حين وآخر.

عموماً، بعد بحثي في هذا المنوال صُدمت لاكتشاف أن هناك أسلحة تكتونية أو زلزالية بالفعل هذا وقد أُجرِيت تجارب عدة بها، وهناك أنباء، غير مؤكدة طبعًا، عن حدوث بعض الزلازل في دول معينة بفعل هذه الأسلحة.

لكن، إلى الآن لم يتم تأكيد ما إذا تم تضخيم قوتها التدميرية كي تتسبب في توقف دوران الأرض من عدمه. ولكن مهلاً .. كشفت دراسة حديثة مؤخراً، أن اللب الداخلي لكوكب الأرض يقوم في الوقت الحالي بتغيير اتجاه دورانه المعتاد بالنسبة لحركة سطح الأرض، في ظاهرة قد تحدث مرة كل بضعة عقود.

وقد ذكر مختص في علوم الفيزياء أنه إذا كان باستطاعة سلاح إيقاف حركة دوران الأرض للحظة واحدة، فمن المتوقع جداً أن ينشق سطح الأرض وينفصل عن مركزها وستنفجر الكرة الأرضية من داخلها، ولكم أن تتخيلّوا هول ذلك المنظر.