السيوف الحديدية وطوفان الأقصى.. أسماء العمليات العسكرية بين التأثير النفسي والرمزية

كانت تسمية العمليات العسكرية ممارسة حديثة نسبية، حيث بدأ الألمان في استخدامها خلال الحرب العالمية الأولى. وسرعان ما انتشرت هذه الممارسة بين الدول الأخرى خلال الحربين العالميتين، خاصة مع انتشار الراديو كوسيلة إعلامية مهمة.

كانت الأسماء الرنانة شائعة الاستخدام في تسمية العمليات العسكرية، وذلك بهدف التأثير على الرأي العام وبث روح الحماس في صفوف القوات المسلحة.

“السيوف الحديدة” و”طوفان الأقصى” أسماء برزت مؤخراً، بعدما اجتاح مسلحون من حركة حماس عدة بلدات إسرائيلية، يوم السبت، وردت عليها إسرائيل بإطلاق عملية عسكرية.

لكن السؤال المثير للفضول هو، من أين تأتي تلك التسميات؟ ولِمَ تطلق الدول أسماء معينة على العمليات العسكرية أصلاً؟

في عام 1941، قررت ألمانيا النازية غزو الاتحاد السوفييتي، في عملية تعتبر من أكبر العمليات العسكرية في التاريخ.

أطلق أحد القادة الألمان اسم “فريتز” على العملية، ولكن أراد أدولف هتلر اسمًا أكثر فخامة. وقع الاختيار على اسم “بربروسا”، نسبة إلى الإمبراطور الروماني فريدريك الأول بربروسا، الذي غزا روسيا في القرن الثاني عشر.

كان بربروسا شخصية أسطورية في ألمانيا النازية، وكان يُعتقد أنه سيستيقظ من سباته وينقذ ألمانيا من أعدائها. وهكذا، عرفت العملية التي استهدفت غزو الاتحاد السوفييتي باسم “عملية بربروسا”.

كان رئيس وزراء المملكة المتحدة ونستون تشرشل دقيقاً للغاية في اختيار أسماء العمليات العسكرية التي تقوم بها المملكة، وأصر على أخذ موافقته الشخصية على اسم كل عملية عسكرية قبل البدء بتنفيذها.

كذلك أدرج مجموعة من القواعد في تسمية العمليات العسكرية، إذ لا يجب أن تسمى بأسماء توحي بالتباهي أو الثقة المفرطة ولا يجب أن تحمل اسماً تافهاً لا يحمل معنى عميقاً.

أطلقت الولايات المتحدة على عملية غزو العراق في عام 2003 اسم “عملية تحرير العراق”، ولكن سرعان ما أصبح يُشار إليها اختصارًا باسم “OIL”، وهو اختصار لكلمة “نفط” باللغة الإنجليزية. أثار هذا التناقض السخرية وانتقادات من قبل الكثيرين، الذين رأوا أنه يشير إلى أن الولايات المتحدة كانت تسعى وراء النفط، وليس تحرير العراق، عندما شنت الغزو.

ويجب أيضاً تجنب إطلاق أسماء الأحياء من الوزراء والقادة وغيرهم على العمليات العسكرية.

وبعد الحرب العالمية الثانية، انتشر استخدام الأسماء الرمزية في وكالة المخابرات المركزية الأميركية أيضاً وازدهرت هذه الممارسة أكثر خلال حربي كوريا وفيتنام.

يتم اختيار الأسماء في معظم الحالات من قِبَل الضباط المسؤولين عن التخطيط، ولكن قد يتدخل مسؤولون ذوو مستوى أعلى في الحملات المهمة.