مفهوم جديد في القتال الجوي.. الثنائي “المجرم-الصياد”

العقيد الركن م. ظافر مراد

طوَّرت روسيا مفهوماً جديداً للقتال الجوي، من شأنه مضاعفة القدرات وتكريس تفوُّق جوي نوعي لم يسبق له مثيل، وهذا المفهوم الجديد يعتمد على منظومة قتالية جوية تتألف من الثنائي “سوخوي 57-SU 57″ أو”المجرم” وفقاً للتسمية الغربية، وهي طائرة شبحية من الجيل الخامس، و”أوخوتنيك-S 70″ أو”الصياد”، المسيرة الشبحية من الجيل السادس. قبل البدء بالتعرف على طريقة عمل هذه المنظومة الضاربة سنتعرف على القدرات النوعية لكلا الطائرتين.

سو 57:

هي طائرة مقاتلة متعددة المهام، ثنائية المحرك، ذات مقعد وحيد، السرعة القصوى: 2.45 ماخ (2,600 كيلومتر/ساعة)، المدى: 4,000-5,500 كم، أقصى ارتفاع: 20,000 متر، معدل الصعود: 350 متر/ثانية. تستطيع هذه الطائرة تنفيذ مناورات جوية معقدة مثل الدوران الأفقي وحركة الكوبرا، والميزة الرئيسية لمقاتلة “سو-57″ هي استخدام أحدث صاروخ روسي بعيد المدى، وهو صاروخ إر – 37 إم” الفرط الصوتي “جو – جو” الذي تصل سرعته إلى 6 ماخ ( نحو 7500 كلم/ ساعة)، وبمقدوره تدمير الأهداف الجوية المحلقة بسرعة فوق الصوتية حتى 2500 كلم/ساعة على مسافة تزيد عن 350 كلم، وتمتلك هذه الطائرة الكثير من الميزات السرية التي لم يتم الكشف عنها، وهي صفات خارقة تجعل منها طائرة لا مثيل لها في العالم.

مقاتلة "سو- 57" الروسية
مقاتلة “سو- 57” الروسية

أبرز الميزات الخاصة بهذه الطائرة هي:

  1. لديها 6 رادارات تمكنها من تتبع 60 هدفاً في وقت واحد في نطاق 360 درجة، ما يعني أنها قادرة على اكتشاف أهداف معادية في الخلف والجوانب من مسافات كبيرة.
  2. تحمل صواريخ متنوعة أبرزها “كيه – 77 إم” الذي يصل مداه إلى 200 كلم ويمكن توجيهه بدقة بعد إطلاقه بواسطة رادار إلكتروني في مقدمة الطائرة.
  3. تستطيع حمل قنابل موجهة بوزن 250، 500، 1500 كلغ.
  4. يمكنها الوصول إلى مدى 1500 كلم خلال التحليق بسرعة (2 ماخ)، ضعف سرعة الصوت، ما يجعلها الأفضل في العالم ويتيح لها الوصول إلى أهداف حيوية للعدو وتدميرها في وقت قياسي.
  5. تمتلك أنظمة دفاعية تستخدم تقنيات الليزر في تضليل الصواريخ المعادية.
  6. تستطيع الطائرة الهبوط والإقلاع على مدارج مؤقتة وقصيرة، إضافة إلى إمكانية استخدامها على متن حاملات الطائرات.
  7. لديها قدرة عالية جداً على التخفي والمناورة تجعل استهدافها بصواريخ معادية في غاية الصعوبة.
  8. مزوَّدة بمنظومة إلكترونية لاسلكية تضم هوائيات شبكية تسمح باكتشاف طائرات معادية شبحية. وتدميرها من كافة الاتجاهات.
طائرة "أوخوتنيك" المسيرة الروسية
طائرة “أوخوتنيك” المسيرة

أوخوتنيك:

هي طائرة بدون طيار عملاقة تم تصميمها لتكون قادرة على الطيران بحمولة 6000 كلغ، ولتبلغ مدى 6 آلاف كلم، والوصول إلى إرتفاع 59 ألف قدم. قادرة على حمل صواريخ جو – جو ومعدات استطلاع وهجوم بري. تُعتبر مسيرة هجومية ثقيلة بقدرات غير مسبوقة، مع أكبر نصف قطر قتالي، وأوسع مجموعة من الأسلحة والمعدات، عرضها 19 م وطولها 14 م، وتحمل حجراتها الداخلية فقط حمولة تبلغ 2،8 طن من القذائف أو الصواريخ. لديها أنظمة تشغيل واستطلاع تعمل بالذكاء الإصطناعي، ولديها معدات إستطلاع وتجسس متطورة جداً. قادرة على تنفيذ مهام إستطلاع بشكلٍ تلقائي، والإشتباك بجدارة مع أهداف جوية. تصل سرعتها إلى 1000 كلم/ساعة. ويمكنها الوصول إلى الفضاء الخارجي عند تزويدها بمحركات مناسبة.

طريقة عمل الثنائي “المجرم-الصياد”:

كان الهدف من تطوير المسيرة “أوخوتنيك”، إضافة إلى إمكانية التحكم بها من محطات أرضية، هو أن تعمل جنباً إلى جنب مع الطائرات الروسية الشبحية ” سوخوي 57-SU 57″ في منظومة متكاملة ومفهوم جديد وغير مسبوق في القتال الجوي، حيث تقود طائرة “سوخوي 57″، من واحدة إلى أربع مسيَّرات من طراز “أوخوتنيكS 70-“، التي تتقدمها بمسافة قد تصل إلى 1500 كلم. وبهدف زيادة القدرة على القيادة والسيطرة على هذه المسيرات، يتم تطوير نموذج ثنائي المقعد للسوخوي 57، بحيث يكون مساعد الطيار مسؤولاً عن نشاط وقيادة الطائرات المسيرة، أما ماذا يمكن أن يحقق هذا الثنائي في المعركة فهو مايلي:

  1. التقليل من الخسائر البشرية والمادية في سلاح الجو من خلال دفع المسيرة “أوخوتنيك” إلى مناطق الخطر.
  2. زيادة فعالية مهام الإستطلاع والإستعلام وجمع المعلومات عن الأعداء.
  3. إكتشاف طائرات العدو وقطعه البحرية ودفاعاته الجوية بوقتٍ مُبكر ومن مسافات بعيدة وآمنة، والقدرة على إستهدافها بواسطة هذه المسيرات.
  4. إبقاء الطائرات المأهولة “سوخوي 57” بعيدة عن مخاطر الدفاعات الجوية المتطورة، وتمكينها من إدارة المعركة الجوية في ظروف مثالية.  
  5. تحقيق المفاجأة وإستخدام قوة نارية هائلة ضد أهداف في العمق المعادي.
  6. إختراق الدفاعات الجوية وضرب أهداف استراتيجية ومراكز قيادة وسيطرة معادية.
  7. إكتساب القدرة على تحقيق التفوق الجوي وربما السيطرة الكاملة على الأجواء.

ذكر تقرير عسكري غربي أن القوات الروسية وعلى الأرجح إستخدمت المسيِّرة الحديثة “أوخوتنيك-S 70” ولمرة واحدة فقط في قصف منشآت عسكرية أوكرانية في الصيف الماضي،كما أنَّها استخدمتطائرات “سوخوي 57” في تدمير الرادارات الأوكرانية في بداية الحرب، يُشكك الخبراء الغربيون بفعالية العمل المشترك بين هذين النموذجين من الطائرات المتطورة، معتبرين أن الموضوع مبالغ فيه، وفي كافة الأحوال، الجميع ينتظر المواجهات المرتقبة في حال توسَّعت الحرب في اوكرانيا، والتي ستكون أبرزها المعارك الجوية واستعمال المسيرات والصواريخ الفرط صوتية.