وقعت حادثة إطلاق نار في مدرسة روب الابتدائية في مدينة أوفالدي بولاية تكساس في الولايات المتحدة في الـ24 من مايو/ ايار الجاري، ما أسفر عن مقتل 21 شخصا، لم تمض إلا ثلاثة أيام فقط، عُقد الاجتماع السنوي للاتحاد القومي للأسلحة (NRA) في الـ27 كما هو المقرر في مدينة هيوستن، على بعد 4 ساعات بالسيارة من مكان إطلاق النار فقط.
وفي هذا الصدد، أعربت وسائل الإعلام الأمريكية عن أسفها قائلة إنه منذ حادثة إطلاق النار في مدرسة ساندي هوك الابتدائية في عام 2012، قد شهدت الولايات المتحدة ” تاريخ حافل بالفشل في السيطرة على الأسلحة لمدة عشر سنوات”.
افتتحت الدورة الـ151 للاجتماع السنوي لـ NRA في الـ27 من مايو/ ايار الجاري في هيوستن، ستستمر فعالياته ثلاثة أيام، يغطي المعرض مساحة 57 ألف متر مربع ويعرض من خلاله “أحدث الأسلحة النارية والمعدات في الصناعة” بحسب موقع NRA الرسمي، بينما أعرب الاتحاد عن تعازيه لضحايا إطلاق النار، أشاد أيضا بـ “الأسلحة والحريات والتعديل الثاني للدستور”.
تعرض الاجتماع السنوي لـ NRA للمعارضة على نطاق واسع، حيث قالت العديد من الجماعات الاجتماعية الداعمة للسيطرة على الأسلحة إنها ستنظم احتجاجات خلال الاجتماع السنوي، فنصبت الشرطة سياج حول مكان الاجتماع لعزل المتظاهرين في اليوم الـ 26، قد انسحب اثنان على الأقل من أعضاء مجلس الشيوخ من ولاية تكساس من حضور الاجتماع، على الرغم من أن كلاهما نفيا أن يكون تغيير الجدول مرتبطا بإطلاق النار في مدرسة روب الابتدائية. ومع ذلك، سيحضر عدد من الجمهوريين بقيادة الرئيس السابق ترامب الاجتماع السنوي، وسيتحدث كل من ترامب وكروز، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية تكساس ونوم، حاكم ساوث داكوتا، بينما سيغيّر أبوت، حاكم ولاية تكساس الذي كان من المقرر أن يحضره، خط سير الرحلة في الـ27 لزيارة مدينة أوفالدي تحت ضغط الرأي العام، إلا أن الاجتماع السنوي لـ NRA سيبث خطابه المسجل مسبقا.
على الرغم من تعهد بايدن “باتخاذ إجراء” بعد حادثة إطلاق النار، إلا أن وسائل الإعلام الرئيسية لم تكن متفائلة بشأن أجندة الإدارة الحالية للسيطرة على الأسلحة، حيث قال وولز، رئيس مجموعة اجتماعية أمريكية للسيطرة على الأسلحة، إن تصرفات الحكومة مخيبة للآمال، لم يقدم الرئيس أي خطة أو استراتيجية محددة ولكن شعارات فارغة، فلا يزال الجيل القادم في الولايات المتحدة يفتقر إلى حماية السلامة الشخصية، قالت صحيفة “واشنطن بوست” إنه منذ حادثة إطلاق النار على مدرسة ساندي هوك الابتدائية في عام 2012، شهدت الولايات المتحدة “تاريخ حافل بالفشل في السيطرة على الأسلحة لمدة عشر سنوات”، عندما كان بايدن يشغل منصب نائب الرئيس، كان ملتزما بتعزيز أجندة السيطرة على الأسلحة، يمكن القول إنه لعب “دورا مركزيا” في “سلسلة من المحاولات الفاشلة”، ما حدث في المدرسة في أوفالدي، قد لا يشكل تأثيرا كبيرا على أجندة مكافحة الأسلحة الوطنية.
قالت صحيفة “الجارديان” البريطانية في الـ26 إن عمليات إطلاق النار الجماعية أصبحت شائعة في الولايات المتحدة، لكن مثل هذه المآسي من الصعب الترويج لأجندة السيطرة على الأسلحة.
تشير بيانات استطلاعات الرأي إلى أن معظم الأمريكيين يدعمون الأجندة الأكثر صرامة للسيطرة على الأسلحة، لكن هذه المشاعر لم تجد من يرعاها أمام الكونجرس ولا يمكن تحولها إلى مشروع قانون فيدرالي للسيطرة على الأسلحة، فإنه إلى حد ما، كان الكونجرس الأمريكي اليوم “غير قادرة على عكس رغبات معظم الأمريكيين”.
