سبعة قوى أجنبية تعمل في ليبيا.. من هي؟

تشهد ليبيا الغنية بالنفط أعمال عنف منذ الإطاحة بزعيمها معمر القذافي في 2011 ومقتله في انتفاضة مدعومة بحملة قصف نفذها حلف شمال الأطلسي.

وباتت الدولة الواقعة في شمال إفريقيا ميدانا للمعارك التي تخوضها ميليشيات قبلية وجهاديون ومرتزقة، وممرا رئيسيا لعبور المهاجرين اليائسين إلى أوروبا.

وأرسلت قوى أجنبية عدة مقاتلين وأسلحة، مؤججة حربا دموية بالوكالة، تعكس تباعدا وانقسامات جيوسياسية أكبر في الشرق الأوسط وداخل حلف شمال الأطلسي.

منذ 2015 تخوض حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من الأمم المتحدة، ومقرها طرابلس، معارك ضد قوات المشير خليفة حفتر المتمركز في مدينة بنغازي شرقا.

وقلب الدعم العسكري التركي لحكومة الوفاق مؤخراً الموازين، ما سمح لقواتها في حزيران/يونيو بصد هجوم لحفتر على طرابلس استمر 14 شهرا، وإطلاق هجوم مضاد.

وانتقلت جبهة المعارك شرقا إلى مدينة سرت الساحلية، مسقط رأس القذافي.

وفيما تلقت حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج دعما من قطر، حليف تركيا، تلقى حفتر دعما سريا من دولة الإمارات العربية المتحدة وروسيا وتأييدا من فرنسا.

فيما يلي اللاعبون الرئيسيون في النزاع ودوافعهم:

تركيا

وسعت تركيا في عهد الرئيس رجب طيب إردوغان نفوذها إلى مناطق سابقة في الإمبراطورية العثمانية، من البلقان إلى الشرق الأوسط.

في ليبيا، عززت تركيا منذ أواخر العام الماضي دعمها العلني لحكومة الوفاق الوطني، بمستشارين عسكريين ومجموعات مسلحة سورية موالية لأنقرة، وطائرات مسيرة وأنظمة دفاع جوي، ما قلب الموازين في المعركة.

ووقعت أنقرة وحكومة الوفاق في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي اتفاقية عسكرية وأخرى ترسم الحدود البحرية، تتيح لتركيا المطالبة بالسيادة على مناطق واسعة غنية بالمحروقات في شرق المتوسط.

وفي السنوات القليلة الماضية أقام إردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين علاقة شراكة، عززها انعدام ثقة متبادل بالغرب، حتى وإن كانا يؤيدان أطرافا مختلفة في النزاعين السوري والليبي.

قطر

تلقت حكومة الوفاق الوطني دعما من شريك تركيا الغني بالغاز في الخليج، قطر التي تستضيف قاعدة عسكرية تركية رئيسية.

وتخضع قطر لحصار في الخليج منذ أن قطعت المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات والبحرين إضافة إلى مصر، منذ ثلاث سنوات العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والسفر مع الدوحة.

وتتهم تلك الدول، قطر من بين اتهامات أخرى، بتمويل حركات إسلامية متطرفة، وهو ما تنفيه الدوحة بقوة.

روسيا

وسعت روسيا خلال حكم بوتين نفوذها على المسرح الدولي بعمليات عسكرية من أوكرانيا إلى سوريا.

في ليبيا، تلقى حفتر دعما من مجموعة فاغنر الروسية، وهي مجموعة أمنية سرية خاصة، يعتقد أنها مقربة من بوتين ووصفتها واشنطن بـ”أداة لسياسة الكرملين”.

وذكر تقرير لخبراء من الأمم المتحدة أن مجموعة فاغنر دعمت حفتر “بعمليات قتالية وعمليات تأثير” وفرق قناصة ودعم تقني.

واتهم الجيش الأميركي موسكو أيضا بدعم المرتزقة بطائرات مقاتلة.

وتنفي موسكو دعم حفتر أو أي ضلوع لها في وجود المجموعة.

الإمارات العربية المتحدة

طالما دعمت دولة الإمارات الغنية لسنوات وبشكل سري قوات حفتر بطائرات حربية وطائرات مسيرة صينية الصنع طراز وينغ لونغ، وأسلحة متطورة أخرى.

وتتهم دولة الإمارات أنقرة والدوحة بدعم مجموعات إسلامية، كما تتهم حكومة الوفاق بأنها قريبة من الإخوان المسلمين.

ويعتقد أن الإمارات ودول خليجية أخرى تمول المقاتلين الموالين لحفتر.

وذكر تقرير الأمم المتحدة أيضا أن حفتر يتلقى مساعدة من مقاتلين موالين للنظام السوري ومرتزقة من السودان ودول أخرى.

مصر

طالما دعمت مصر، القلقة إزاء أمنها على طول الحدود الصحراوية مع ليبيا، حفتر الذي تنتشر قواته في شرق ليبيا المحاذي لها.

في حزيران/يونيو عرض الرئيس عبد الفتاح السيسي، بعد المكاسب التي حققتها حكومة الوفاق الوطني، وقفا لإطلاق النار، ثم حذر بأن القاهرة يمكن أن تتدخل عسكريا لوقف تقدم قوات حكومة الوفاق نحو الشرق.

وتدهورت العلاقات بين القاهرة وأنقرة بشكل كبير منذ أن أطاح الجيش بقيادة السيسي، بسلفه الرئيس الاسلامي محمد مرسي، المدعوم من تركيا، في 2013.

فرنسا

يعتقد أن فرنسا تفضل حفتر رغم إصرارها على موقفها المحايد في النزاع.

وكثيرا ما حرصت باريس على أن يكون لها نفوذ في ليبيا، بسبب ماضيها الاستعماري في شمال إفريقيا، وتشعر بالقلق من أن أي صعود للجماعات الجهادية هناك يمكن أن يعرض للخطر عملياتها لمكافحة الإرهاب في منطقة الساحل الواقعة جنوبا.

وشن الرئيس إيمانويل ماكرون هجوما لاذعا على تدخل تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، في ليبيا.

وأوروبا منقسمة في سياساتها حول ليبيا، رغم تعرضها لضغط وصول آلاف المهاجرين غير القانونيين، في السنوات الأخيرة.

وتدعم إيطاليا، المستعمر السابق في ليبيا، حكومة الوفاق الوطني، فيما سعت ألمانيا لتحقيق وقف لإطلاق النار وعقد محادثات سلام، باءت حتى الآن بالفشل.

الولايات المتحدة

تعترف الولايات المتحدة بالحكومة المعترف بها من الأمم المتحدة، لكن الرئيس دونالد ترامب تسبب بإرباك العام الماضي عندما أشاد بحفتر بعد مكالمة هاتفية بينهما.

ويرتبط ترامب بعلاقات وثيقة مع دولة الإمارات والسعودية اللتين تفضلان حفتر، الجنرال سابق في جيش القذافي الذي انشق قبل عقود وتوجه إلى الولايات المتحدة، وتدور شائعات عن عمله لحساب وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه).

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*