مقاتلة الرافال.. قصة عاصفة

طائرة الرافال
طائرة الرافال

علي الهاشم – باحث كويتي مختص بالشؤون الدفاعية

كانت المرة الأولى التي أشاهد بها صورة عن مقاتلة الرافال الفرنسية في عام ١٩٨٧ بمجلة الدفاع العربي اللبنانية الشهيرة، وقد اسرتني برونقها وجمال تصميمها من الوهلة الاولى.
وتباعا بدات في متابعة اي خبر أو تعليق او معلومة عنها سواء أكانت مقروءة ام بصرية (صور او فيديو) وبالفعل ما لبثت سوى مدة وجيزة حتى شاهدت خبرا عنها في التلفزيون في احد نشرات الاخبار الدورية حينما كان طيار الاختبار الفرنسي المغمور “غي ميتو موروروار” يقوم بالتحليق الاختبار لاول نموذج لها حيث قام باختبار تشبيه هبوط على حاملة طائرات فرنسية تمهيدا لبدء تهيئة البحرية لنموذج خاص بهم منها.
كان النموذج الاختباري للرافال يتم متابعة تحليقه بواسطة ٣ مراقبين فنيين على الأرض حيث يكونون في تواصل دائما مع طيار الاختبار للرافال وذلك من اجل الحصول على أدق البيانات لتحسين النموذج قبيل البدء في عملية الإنتاج الفعلية. كانت فرنسا قد وضعت كل ثقلها في مقاتلة الرافال والتي كانت تشكل مستقبل صناعة الطائرات المقاتلة لها انذاك.

خطأ شائع

أود أن انوه الى خطأ شائع يقع به الكثيرين في نطق اسم المقاتلة “رافال” والتي تكتب Rafale وتعني “العاصفة” او “squall” بالإنجليزية اي هبة العاصفة الشديدة. وليس كما ينطقها البعض “رفائيل” فكلمة رفائيل تكتب هكذا Rafael اي يكون حرف ال e باللاتينية قبل حرف ال L بينما هو Rafale / رافال برفع ومد الفاء ويكون حرف ال e في نهاية الكلمة.
وتعني رافال كما اشرنا اعلاه العاصفة وهي بحق طائرة تعصف بالاعداء وذات محركات صاخبة وهدير شديد كقريناتها من الطائرات المقاتلة الاخرى.

المقاتلة الأوروبية المشتركة

كانت اوروبا قد استعادت عافيتها في بداية الستينات من القرن الماضي بعد الحرب العالمية الثانية بعقدين تقريبا، وبدأت معها تأسيس او بمعنى اكثر انصافا اعادة تأسيس صناعاتها الجوية العريقة مستفيدة من معطيات ما بعد الحرب فظهرت طائرات مقاتلة لعبت دورا كبيرا في منافسة القوتين العظميين امريكا والاتحاد السوفياتي من خلال عدة نماذج مثل ميراج ٣ و ٥ و ٤ و ساب ٣٥ و اللايتنينغ البريطانية والهارير وسرعان ما بدات في البحث عن سبل للتعاون فيما بينها لكن هناك دولا عدة مثل الدنمارك وهولندا والنرويج وبلجيكا فضلت النماذج الأمريكية الصنع على ان تعتمد فقط على نماذج أوروبية فكان جليا ما مثلته المقاتلة الأمريكية الفذه F-16 الرشيقة والتي سحرت الألباب لما لها من قدرة على تنفيذ عدة مهام عبر بدن واحد (جو – جو / جو – ارض) في حين كانت النماذج الأوربية كالميراج ٢٠٠٠ و التورنيدو الضاربة تضطلع فقط بمهام محددة كالدفاع الجوي او القصف والاختراق العميق وهو ما لم ينل جاذبية وتأثيرا على تلك الدول. في حين صممت دول أوروبية أخرى كالسويد وبريطانيا وفرنسا وحتى إيطاليا على الاستمرار في دعم المنتج الأوروبي المحلي مهما كانت الصعاب وهو ما دفعها بالتكتل في بدايء الامر كما فعلت في مشروع التورنيدو وحتى قبله الجاغوار مرة أخرى من اجل وضع نموذجا قياسيا لمقاتلة من الجيل الرابع تفي بمتطلبات معظم دول اوروبا دون استثناء فكان مشروع التجمع الصناعي لانتاج مقاتلة اوروبا القادمة.
سرعان ما اصطدم هذا المشروع بعدة عقبات من أبرزها ان بريطانيا كانت تريد النموذج ان يشتمل على قدرة الإقلاع والهبوط العمودي على غرار الهارير لكن ذلك هدد بخروج جميع الدول المشاركة معها انذاك فقامت بالاستغناء عن هذا المطلب، فخرجت فرنسا متعذرة بانها ترغب بنموذج أصغر حجما واخف وزنا من اجل قدرته على العمل من على حاملات الطائرات التي تملكها.

إنجازات مذهلة

حققت الرافال الفرنسية إنجازات مذهلة فور نجاح رحلتها التحليقية الاولى. حيث قامت عبد ذلك في احد رحلاتها بتاريخ ٤ مارس ١٩٨٧ من الوصول إلى سرعة ٢ ماخ / Mach 2 اي ضعفي سرعة الصوت رغم بساطة فتحات دخول الهواء المصممة بها وعلى ارتفاع تجاوز ٤٢ الف قدم.
وبدء من العام ١٩٨٩ قام النموذج A01 من الرافال باختبار نظام السيطرة على الطيران الخاص بها ذو الخاصية الرقمية الى جانب انظمة تعمل بالالياف البصرية او fiber optics وهو يعني ان الرافال تعمل بنظام طيران بواسطة السلك FBW مع جزء يعمل بنظام مشابه بالنظام الطيران بواسطة الضوء او ما كان يعرف سرا بنظام Fly-By-Light والذي كانت ناسا NASA تطوره سرا لصالح المركبات الفضائية والقوات الجوية الامريكية مما يعد إنجازا مذهلا على الصعيد التقني والفني لصالح اوروبا الغربية (قبل سقوط الاتحاد السوفياتي) وتحديدا لفرنسا.
ويتميز هذا النظام بانه لا يتأثر بالتشويش ولا بالتداخل الكهرومغناطيسي الذي اما ينتج عن توجيه سلاح للحرب الالكترونيه ام تفجير نووي. كما أنه يجعل من توجيه انظمة الطائرة بسرعة خيالية بالمقارنة مع نظام FBW الذي ينقل الأوامر من وإلى الطيار داخل طائرته عبر إشارة إلكترونية عبر اسلاك داخل الطائرة.
وقد حقق النموذج A01 للرافال كذلك قدرة على الطيران بزاوية هجوم عالية Angle of Attack  بلغت ٣٢ درجة بتحكم كامل كما تم اختبار أدنى سرعة جوية يمكن للرافال الطيران بها دون ان تتعرض للانهيار وهي ١٤٨ كلم/ساعة.
هذا وسجلت الرافال سرعة قصوى على ارتفاع بالغ الانخفاض وصلت إلى ١٣٩٠ كلم / ساعة او ١.٤ ماخ تقريبا.

تفوق غير مسبوق

كان مشروع اطلاق مقاتلة الرافال الفرنسية شيئا ملفتا وبحق استحق اهتمام خبراء الصناعات الجوية العسكرية في كل العالم لما كانت تعد به من إمكانيات مذهلة وهي كالتالي:
فقد حدد صانعوها بشركة داسو الفرنسية الغنية عن التعريف قدراتها على المناورة القصوى بحدود 9+ g و 3.2- g ضمن حدود التحمل البشري علما بان معظم الطيارين قادرين على تحمل ٩ اضعاف اوزانهم من حمل الجاذبية ولكن ليس كل واحد منهم قادر على تحمل ٣.٢ حمل ناقص منها كونها مميتة (وضعية تجمع دم الجسم في الدماغ). لكن من أسرار قدرة الرافال على تحمل اضعاف ذلك قد يلامس 13+ g كما كشف عنه بعد ذلك وهو حمل ساحق بحق.
تميز مقعد الرافال بميلانه بزاوية ٢٩ درجة من اجل تخفيض المسافة العمودية بين القلب والدماغ. وزودت الرافال بشاشة اعلى الرأس(HUD) ذات زاوية عريضة كما زود الطيار بخوذة ذكية تمده بمعطيات الطيران الملاحية.
اما الملفت حقيقة هو اشتمالها على مقبضين جانبيين اليمين هو عصا التحكم والذي باليسار يختص بالتحكم بمحركي الطائرة بشكل تلقائي تام وهي فلسفة جديدة كليا لم يسبق حتى يومنا هذا ان اعتمدها احد عدا الفرنسيين وتتلخص في ان طيار المقاتلات لن يكون لديه الوقت الكافي حتى للانشغال بنسبة دفع المحركات اثناء خوض المعارك وبالتالي يقوم نظام متقدم تكنولوجيا يعمل بالذكاء الصناعي بتحديد نسبة الدفع حسب معطيات الطيار والظروف المصاحبة للمهمة.
واشتملت شاشات العرض بقمرة قيادة الرافال على خاصية اللمس من دون ازرار وهي خاصية باتت شائعة الان في اجهزتنا المحمولة (شاشات اللمس) في حين عندما قدمت في اواخر الثمانينات كانت شيئا عجيبا ومميزا.
ان الرافال بحق تعد طائرة سبقت عصرها بعقدين من الزمن وكأنها من جيل يتعدى الرابع الذي بنيت على اساسه حيث طبقت به فلسفة “حوار الإنسان والالة” بكل ما تعنيه الكلمة من معنا.

معضلة داسو

يعرف الفرنسيون بذوقهم الرفيع وابتكاراتهم الخلاقة، لكن في نفس الوقت لديهم معضلة وعلة ازلية تكمن في عدم تركيزهم على توضيف تلك الابتكارات بالشكل الذي يضمن لها النجاح الكامل والاستمرارية. وهذا ما تعرض له مشروع مقاتلة الرافال التي سردنا عددا من امكانياتها المذهلة في مقابل تعثر مشروع منافستها اليوروفايتر في بداية المشروعين.
خذ عندك أول تلك الاخفاقات او التخبطات الغريبه. بعد مشاركة فرنسا مع قوات التحالف في تحرير دولة الكويت من الاحتلال العراقي حصل نوع من التردد في اوساط قادة القوة الجوية الفرنسية حيث أرادوا ان يكون النموذج الرئيسي للرافال ثنائي المقعد بدلا من مقعد واحد بجميع مقاتلاته وذلك حسب زعمهم من ان حجم الضغط الذي يقع على كاهل الطيار الوحيد اعلى من ذلك الذي لمقاتلة من طيار ومشغل اسلحة وذلك بعد معطيات حرب عاصفة الصحراء. لكن اعترض بعض القادة على هذا القرار وكذلك البحرية الفرنسية على أنه يجب ان يكون هناك تشكيل متنوع من الرافال ما بين مقعد واحد ومقعدين حيث أن التكنولوجيا التي يفترض زودت بها الرافال تساهم في التقليل من حجم الضغط اثناء تنفيذ المهام. وبالفعل تمكنت البحرية من ابقاء طلبها لمقاتلات رافال جميعها من ذوات المقعد الواحد في حين تم تخصيص عدد من الرافال بمقعد واحد لصالح سلاح الجو الى جانب أغلبية من المقعدين.
أدى هذا الجدال الى تاخر مشروع تسليم وتطوير وحتى تسويق المقاتلة رافال لسنوات عدة بل نفر الدول التي أرادت ان تقتنيها لصالح قواتها الجوية واتجاهها الى دول منافسة أخرى قادرة على توفير نماذج لطائرات قتال بنفس الجودة والقدرات.

معضلة البحرية الفرنسية

لم تفتأ القوة الجوية من معضلتها نحو تحديد الهيئة التي ترغب بها لطائراتها من طراز الرافال حتى لاحت معضلة جديدة ولكن هذه المره كانت من نصيب القوة الجوية للبحرية الفرنسية وتمثلت في التأخير الذي نجم من المعضلة الاولى. فقد كانت البحرية الفرنسية ترغب بنموذج ذو مقعد واحد فقط من الرافال و كانت تريده ان يعمل من على حمالة طائرات جديدة كليا اكبر وأحدث من حاملتي الطائرات المتقادمتين التي كانت تمتلكها وهي الحاملة “فوش” و “كليمنسو” ذات منجنيق الإطلاق القديم الذي يقذف جهاز تعجيل الطائرة من على سطح الحاملة في شبكة اسف مقدمة الحاملة ومن ثم اعادة استعماله. في حين كانت حاملة “شارل ديغول” الحديثة تعمل بمبدأ منجنيق الإطلاق البخاري مثل الذي معتمد على حاملات الطائرات للبحرية الأمريكية.
وهنا ونظرا لعدم توفر الامكانيات للتدريب بالنسبة للبحرية الفرنسية قامت قيادتها بابتعاث الطيارين الى الولايات المتحدة للتدرب على هذا النمط الجديد بالنسبة لها وهناك اكتشف الفرنسيون ان امكانية اقتناء مقاتلات الهورنت F/A-18C الأمريكية الصنع والتي تعمل بالبحرية وتدفعها محركات GE-F404 نفس تلك التي لدى مكونات M88 محرك الرافال الذي بني على اساسه يعد اوفر وأسهل وأفضل من انتظارهم لمقاتلات الرافال التي طالها التأخير بشكل هدد معه مشروع الطائرة برمتهل خصوصا وانها لم تحظ بأية صفقة خارج الجمهورية الفرنسية.
ثار جدل كبير وتسبب ذلك بتهديدات باستقالات جماعية في كل من شركة داسو الصانعة للرافال و الحكومة الفرنسية الى ان تم حسم الجدل وصدور قرار رسمي يدعم مشروع ما عرف حينها بآخر مقاتلة فرنسية الصنع صرفة.

محرك M88

تعاني فرنسا بمجمل عام من عدم تمكنها من تأمين المعرفة التامة والتكنولوجيا التي تتعلق بالمحركات النفاثة. لذلك تضطر في كثير من الأحيان الى الدخول في كونسيرتيوم صناعي مع اخرين وتحديدا الولايات المتحدة الأمريكية.  ففي بداية مشروع الرافال اختارت اعتماد محركات جنرال الكتريك من نوع F404 الذي يدفع المقاتلة الامريكيه F/A-18 بجميع فئاتها. وذلك لما للمحرك من مميزات واقتصادية  وتكنولوجيا كثيرة. لكنها اختارت ايضا بناء محرك الرافال على اساسه وبالتالي جاء المحرك سنيكما M88 كنموذج معدل ومضاف اليه بعض التكنولوجيا المحلية واحتاج الامر الى بعض التعديلات في حيز مكان المحرك في البدن وذلك لاختلاف بعض المكونات الإضافية التي يشتملها المحرك الجديد.
وفي بداية الامر جاء المحرك الجديد والاساسي M88 قويا لدرجة انه مع اقلاع النموذج المعد للانتاج للرافال بأحدث حفرة في المدرج مع تطاير بعض الشظايا منه لكن القوة هذه كانت على نموذج خالي من الحمولات وبطائرة خفيفة كليا.
تبين فيما بعد ان قوة الدفع لمحركات M88 ليست كافية كما انها ورغم دفعها للطائرة لسرعة تجاوزت ١.٨ ماخ (Mach 1.8) من سرعة الصوت وارتفاعا أقصى يلامس ٥٥ الف قدم (وذلك حسب شهادة احد طياري القوة الجوية الكويتيه المبتعثين هناك) لم تكن مناسبة لارتفاعات شاهقة و لا تأمين الدفع الكافي مع حمولة ثقيلة الامر الذي اقتضى برنامج تطوير جاري العمل به حاليا للنموذج الأحدث لرفع قوة دفعه.
الا ان المحرك M88 يعد محركا سلسلا للصيانة وقليل الأعطال والأهم ذو اقتصادية عالية في الوقود.

رافال .. تحت المجهر

كي نكون منصفين لابد من استعراض قدرات هذه المقاتلة التي حينما تم تقديمها في اواخر الثمانينات كمقاتلة من الجيل الرابع + لتصبح حينما دخلت الى الخدمة مطلع العام ٢٠٠٠ مع البحرية الفرنسية اول الامر الى مقاتلة من جيل 4++ حيث لعب رادارها RBE2 ذو المسح الالكتروني والذي حينما قدم اول مره كان في العام ١٩٨٧ اول رادار مساح متعدد الأنماط (جو – جو / جو – ارض) في العالم سابقا الولايات المتحدة حينها لكنه لم يكن جاهزا للخدمة انذاك. فقد لعب دورا كبيرا في إنجاح هذه المقاتلة المتطورة. هذا الى جانب نظام المسح بالاشعة تحت الحمراء والرؤية بالمنظار المقرب البصرية من نوع OSF الذي لا يتأثر بالتشويش بتاتا ويجعل المقاتلة بوضع غير مكشوف بحيث يمكنها الاقتراب بشكل خفي من الهدف.
اما المنظومة الثانية فهي سر قوة الرافال وتميزها عن غيرها وهو نظام SPECTRA/ سبيكترا للحرب الالكترونيه الذي يقال انه يجعل من الرافال خفية الكترونيا ويسمح لها باختراق اعتى الدفاعات الجوية في العالم كما أنه فعال لمواجهة المخاطر.

رافال حول العالم

كاد خط إنتاج المقاتلة رافال ان يتوقف خصوصا بعد فشل فرنسا في تحقيق صفقات حول العالم فقد فشلت جهود شركتها في تحقيق صفقة محققة مع دولة الإمارات نتيجة عدم تنفيذ رغبة الجانب الإماراتي بجعل نموذجها قابل لحمل اسلحة أمريكية الى جانب تسليحها الفرنسي. وفي الهند فشلت الشركة في حسم موضوع تصنيع مكوناتها او حتى تجميعها محليا هناك لكن سرعان ما تم الاتفاق مؤخرا على الصفقة لكن بعد زبون مهم جدا هو من فتح الطريق الى انتعاش تصدير الرافال الا وهي جمهورية مصر العربية. فقد أنقذت تلك الصفقة سوق هذه الطائرة وخصوصا ان الرافال تعني الكثير لمصر من ناحية التكنولوجيا وتزويد القوة الجوية هناك وتعزيزها بطائرات متفوقة ومتطورة يمكنها مجابهة حتى مقاتلات من الجيل الخامس كالتي تزودت بها اسرائيل. ان لمصر علاقة قوية بجمهورية فرنسا وخصوصا من ناحية التسليح وبالتالي فان طياري مصر احبوا الطائرة جدا و وفرت لهم مميزات وقدرات كان من الصعب الحصول عليها في العقود الماضية مما جعل لهم ذراعا طويلة لم تكن متوفرة في السابق.
اما دولة قطر الشقيقة فقد جاءت الرافال اختيارا مناسبا خصوصا وانها كانت تستخدم مقاتلات فرنسية كالميراج اف – ١ و ميراج ٢٠٠٠ وبالتالي تصبح عملية الانتقال من جيل لآخر من المقاتلات أسهل واوفر من الناحية العملية
في حين جاءت صفقة اليونان اكثر تشجيعا لرواج مثل هذه المقاتلة المتعددة المهام وتحديدا لعضو فعال من أعضاء دول الناتو.
وحاليا هناك حديث جاد عن نية حصول اندونيسيا على عدد لا باس به من الرافال.
لقد ساهمت تعويذة الفراعنه في فك النحس عن الرافال وحولتها لمقاتلة مرغوبة بشدة في سوق طائرات القتال في العالم.

مقاتلة رافال الفرنسية

رافال مقاتلة فضائية !

مع دخول الصين وروسيا معترك الحرب الفضائية مع الولايات المتحدة أيقنت اوروبا وتحديدا فرنسا خطورة الاسلحة المضادة للاقمار الصناعية ومن هذا المنطلق ويقينا منها انه ليس فقط مع تدمير العدو للاقمار الصناعية لها مستقبلا بل قد يتعدى ذلك تدمير منصات اطلاق الصواريخ الفضائية سواء العسكرية منها ام المدنية فقد ارتات داسو والحكومة الفرنسية بالتعاون مع المانيا واسبانيا وباشراف من قبل وكالة الفضاء الفرنسية CNES بضرورة تطوير منصات صاروخية لوضع أقمار صناعية في أية وقت عبر اطلاقها بواسطة مقاتلات الرافال خصوصا تلك التي تعمل من على حاملات الطائرات شارل ديغول كونها متحركة ولا تقبع في مكان أو موقع محدد مما يصعب على العدو رصد وقت اطلاق تلك الأقمار الصناعية الى مداراتها بواسطة مقاتلات الرافال.
وبهذه القدرة يمكن اطلاق أقمارها الصناعية بواسطة صاروخ يطلق عليه Aldebaran والذي يمكن له حمل قمر صناعي صغير الحجم فئة مايكرو كذلك ما لا يعرفه الكثيرين ان صاروخ Aldebaran يمكن عوضا عن حمل قمر صناعي في جوفه، حمل راس حربية شديدة الانفجار من اجل تدمير أقمار العدو الصناعية ايضا مما يعزز من قوة الرافال.
وقد أجريت تلك التجارب منذ العام ٢٠١٣ علما بأنه يمكن اطلاق صاروخ Aldebaran ايضا من طائرة فالكون خاصة لرجال الأعمال.

سوبر رافال

تقوم الان داسو بتطوير النموذج الأحدث من الرافال وهي F4 حيث ستتضمن عدة تحسينات أبرزها قمرة القيادة المعززة و انظمة البيانات اللوحية (ايباد) التي يحملها الطيار معه بدلا من المفكرة الورقة التي يثبتها على إحدى فخذيه.
كما سيتم تفعيل اكثر للاوامر الصوتية التي ستصدر من الطيار اثناء تحليقة بحيث يتم الإطلاق والتوجيه صوتيا على متن النموذج الحديث.
اما محرك M88 فسيتم تعزيز دفعه الى مزيد من القوة من اجل دعم الطائرة اثناء التحليق بأداء اعلى من السابق.
وستقود مقاتلات الرافال الجديدة اسرابا من الطائرات القتالية من دون طيار مثل نموذج nEURon المتطورة والتي ستتضمن ذكاء اصطناعي كما تم التصريح به.
وقد نرى اعتماد صاروخ ميتيور بعيد المدى على متن النموذج F4 وذلك لتعزيز قدرة الطائرة على إسقاط الأهداف الجوية البعيدة المدى الى جانب صواريخ ميكا متعددة الاستخدامات.

كل ما سبق سيعزز من جاذبية الرافال ويضمن قدرتها على العمل لعام ٢٠٤٠

<strong>الأستاذ علي الهاشم</strong>
الأستاذ علي الهاشم

الأستاذ علي الهاشم، هو باحث ومختص كويتي بمجال الدفاع والطيران والأنظمة الدفاعية، عمل كخبير في مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية 22 سنة إلى تقاعده كما كانت له صفحة أسبوعية متخصصة بشئون الطيران وعلومه في جريدة القبس الكويتية لمدة 12 سنة، وله مقالات في عدة مجلات علمية ودفاعية وعلوم الطيران سواء العربية منها أم الإنجليزية. وقد قام بتجربة اختبار والتحليق بعدة طائرات عسكرية بعضها بشكل حصري.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*