لماذا اقتنع الإماراتيون وأخيرا بشراء طائرات الرافال الفرنسية؟

طائرة رافال الفرنسية
طائرة رافال الفرنسية

د. مينا عادل

فاز الفرنسيون بتوقيع عقد مع الإمارات لتسليح القوّات الجويّة الإماراتية بـ 80 مقاتلة رافال في صفقة هي الأضخم بالنسبة للطرفين، ليرتفع عدد مقاتلات الرافال العاملة إلى 398 مقاتلة عاملة، الرّقم الذي سيرتفع حتى يصل إلى 601 أي ما يعادل ما تمّ إنتاجه من مقاتلات ميراج طيلة 29 عاما.

وقد تمّ هذا العقد أخيرًا بعد فشل الفرنسيين عام 1998 في محاولتهم الأولى لبيع سلاح الجو الإماراتي طائرات الرافال، حيث تنافست الرافال مع نظيرتها الأمريكية إف-16 لتتفوق الأخيرة عليها بعد أن قدّمت الدولة الأمريكية للإماراتيين فرصة تطوير كومبيوتر المهام ليمتلك سلاح الجو الإماراتي النسخة الأفضل من المقاتلة مع إمكانيّة دمج ذخائر جديدة وإضافة أي تطوير إليها. وهي لم تكن المره الأولى التي تفشل فيها الرفال في المنطقة بل خسرت الكثير من العقود العربية والعالمية لصالح المقاتلة الأوروبية “اليوروفايتر تايفون”.

خطة إقناع طويلة الأمد..

تعود خطّة الفرنسيين بإقناع الإماراتيين بشراد مقاتلاتها إلى العام 2010 حين قامت فرنسا بوضع طائرات الرفال في قاعدة الضفرة في الإمارات من السربين “3/30 Lorraine” و”1/7 provence” اللذين يقودهما أفضل طياري الرافال في فرنسا ليقوموا بالاشتراك في مهمات قتالية في سوريا والعراق وتدريبات كثيرة مع سلاح الجو الإماراتي أو تدريبات متعدده الجنسيات على الأراضي الإمارتية وهو ما تم التركيز عليه عام 2021 في تدريبين مهمين الأوّل هو “Desert Flag” والتي شاركت فيه أحدث الطائرات الغربية مثل “إف 15 SA”، والشرقية مثل “سو 30 MKI”، وشارك فيه السرب 1/7 أمّا التدريب الثاني فهو “Skyros” والذي كان الغرض منه تجربة مقاتلات الرافال في العمليات الهجومية ضد الدفاعات الجوية مثل الباتريوت وشارك فيها السرب الفرنسي 3/30. ونتيجةً لهذه التجارب المشتركة تكوّنت لدى الإماراتيين صورة واضحة المعالم عن الرافال وقدراتها وإمكانياتها وقد نجح الأمر للحصول علي بديل مستقبلي للميراج والمتمثل في النسخة “إف 4”.

لا تختلف الرافال إف 4 بشكل جوهريّ عن النسخة “f3r” مع وجود بعض التعديلات كإمكانيّة إضافة صاروخين للاشتباك الجوي ليصل عدد الصّواريخ فيها إلى 8 بدلا من 6، وإضافة صواريخ الجيل الجديد من ال “MICA NG”، وقنابل زنة الطن الجديدة “AASM 1000 KG”، وخوذة طيار جديدة لتظهر عليها المعلومات والأهداف، إلى جانب تحديثات في الرادار وحواضن الاستهداف والاستطلاع ولكن الأهم على الإطلاق هو تحديث كامل أجهزة الاتصالات ووصلات البيانات لتتناسب مع طائرات المستقبل والحروب الجوية الحديثة حيث إن هذه التطويرات هي وليدة الخبرات المتراكمة من معارك ومهمات سوريا والعراق تحت التهديدات الروسية.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*