يدشن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، اليوم الأربعاء، في العاصمة الألمانية برلين، صفقة بيع منظومة حيتس 3 الصاروخية الدفاعية لألمانيا بقيمة 3.5 مليار دولار، وهي أكبر صفقة دفاعية في تاريخ إسرائيل على الإطلاق.
ستتضمن الزيارة التوقيع على إعلان مشترك مع نظيره الألماني، بوريس بيستوريوس، ينص على التعاون في مجال الدفاع الصاروخي والدفاع الجوي، وذلك لتعزيز العلاقات الأمنية بين إسرائيل وألمانيا.
شركة إسرائيل للصناعات الجوية (IAI) هي المتعاقد الرئيسي في صفقة بيع “حيتس 3” بين برلين وتل أبيب. وهي الجهة المصنعة للمنظومة الدفاعية التي تشارك كذلك شركة “بوينغ” الأميركية في إنتاج صواريخها.
وفي آب/ أغسطس الماضي، صادقت وزارة الخارجية الأميركية على أن تبيع إسرائيل لألمانيا منظومة “حيتس 3”.
وذكر بيان لوزارة الأمن الإسرائيلية، أن إسرائيل وألمانيا ستوقعان خطاب التزام، بدفعة أولية تبلغ 600 مليون دولار، لبدء العمل على المشروع وأضاف أن العقد الكامل سيكون جاهزًا للتوقيع بنهاية 2023.
وقالت ألمانيا إنها تتوقع أن تتسلم قواتها الجوية الدفعة الأولى من منظومة “حيتس 3” بحلول الربع الرابع من 2025، على أن يتم التسليم الكامل للمنظومة بحلول عام 2030.
وقال رئيس مديرية الدفاع الصاروخي الإسرائيلية، موشيه باتيل، في تصريحات سابقة، إن هذه خطوة مهمة أولى ستعقبها خطوة مهمة أخرى عندما تعمل المنظومة بكامل طاقتها في ألمانيا في عام 2030 تقريبًا.
وذكر باتيل أن الإنفاق الألماني الإضافي على “حيتس 3” قد يرفع قيمة الصفقة إلى 4 مليارات دولار، مضيفًا أن دولا أخرى، رفض ذكر اسمها، أبدت اهتمامها بالمنظومة.
منظومة “حيتس 3” الدفاعية
منظومة “حيتس 3″، التي تفتخر بها قيادة الجيش الإسرائيلي كإحدى أهم وسائل الدفاع الجوي، جاءت بعد تطور كبير طرأ على منظومة “حيتس 2″، حيث إنّ الفرق يأتي في أنّ منظومة الجيل الثاني قادرة على اعتراض الصواريخ المعادية ولكنها تسقطها داخل المجال الجوي، أما منظومة الجيل الثالث، فتعمل على تدمير الصواريخ خارج المجال الجوي للكرة الأرضية.
كما تختلف المنظومة الجديدة عن سابقتها التي تحتوي على رأس قتالي به شحنة مواد ناسفة وشظايا، مخصص لإصابة الصاروخ المهاجم، بأن أساس عملها يعتمد على التصادم الجسدي للرأس بالصاروخ الهدف، وفي هذا التصادم فإن الطاقة النشطة الهائلة تكفي لتدمير الهدف بدون الحاجة إلى مواد ناسفة.
تعمل “حيتس 3” بنظام دفاع جوي متكامل، وتتكون من عدة أجزاء، بما في ذلك الرادارات ونظام الاتصالات والتحكم والتوجيه ومنظومة الإطلاق.
يتم تركيب النظام في مواقع مختلفة ويتم التحكم به عن بعد من مركز التحكم والتوجيه الرئيسي.
تتميز “حيتس 3” بسرعة استجابتها وقدرتها على اكتشاف الأهداف وتحديد مسارها وإطلاق الصواريخ اللازمة لاعتراضها. كما أنها تتميز بدقتها العالية في الإصابة بالأهداف، وهذا يجعلها واحدة من أنظمة الدفاع الجوي الأكثر فعالية في العالم.
وأطلق مشروع هذه الصواريخ عام 1988، في إطار برنامج أمريكي مضاد للصواريخ البالستية عرف باسم “حرب النجوم”.