مصر: 7.3 مليار جنيه لتطوير ورفع قدرات تصنيع السلاح والمعدات والذخائر

محمد الكناني

وزارة الإنتاج الحربي تجهز خطة متكاملة لتطوير ورفع قدرات تصنيع السلاح والمعدات والذخائر بقيمة 7.3 مليار جنيه .. رؤية مستقبلية لإنتاج منظومات الدفاع الجوي ودبابة محلية ومنظومات حماية للدروع.

الخطة تتضمن توفير احتياجات القوات المسلحة في الفترة 2020 – 2030 مع تصدير الفائض عن الحاجة للخارج في الفترة 2025 – 2030.

تم تجهيز خطة لتطوير صناعة الذخيرة بالتنسيق مع وزارة الدفاع المصرية بقيمة 2.8 مليار جنيه. وتتضمن تلك الخطة تطوير خطوط انتاج الذخائر من كافة الأنواع، المكونات، والشحنات المتفجرة للذخيرة. فضلاً عن رفع حجم انتاج الذخائر صغيرة الأعيرة من 50 مليون إلى 73 مليون وحدة.

سيتم زيادة حجم الانتاج لأجزاء محددة لذخائر الأسلحة المتوسطة، كما ستكون هناك زيادة في حجم انتاج الذخائر الثقيلة إلى 80 ألف وحدة.

تم وضع خطة لتطوير إنتاج الأسلحة والمعدات بالتنسيق مع كلٍ من هيئة التسليح وإدارة الأسلحة والذخيرة بالقوات المسلحة بقيمة 4.5 مليار جنيه تنقسم إلى 3 مراحل : المرحلة الأولى بقيمة 1.35 مليار جنيه، المرحلة الثانية بقيمة 1.34 مليار جنيه، والمرحلة الثالثة بقيمة 1.85 مليار جنيه.

تتضمن رؤية الوزارة المستقبلية إطلاق منظومة متكاملة للدفاع الجوي متوسط المدى، إنتاج دبابة مصرية، وتصميم وتصنيع منظومة حماية للدروع والمركبات القتالية المدرعة .

تحليل هذه الخطة

تتسق هذه الخطة مع ما سبق وأشرت إليه منذ فترة ليست بالقصيرة بأن مصر في طريقها للتحول لدولة مصدرة للسلاح بشكل فعلي بحلول عام 2030 بما يتسق مع رؤية واستراتيجية مصر 2030 .

ويُعد مُخطط إنتاج السلاح والمعدات توجهاً منطقياً وخصوصاً مع القوات البرية التي دائماً ما تحتاج إلى أعداد كبيرة من المعدات التي تشمل المركبات والمدرعات ودبابات القتال الرئيسي وكميات خرافية من الذخائر صغيرة ومتوسطة وكبيرة الأعيرة، مما يُعزز من الجدوى الاقتصادية لمشاريع التصنيع المحلي، ناهيك عن الضرورة المُلحّة لتطوير وإنتاج منظومات حماية نشطة لتوفير البقائية القصوى لدبابات القتال الرئيسية والمركبات المدرعة أمام تهديدات الأجيال الجديدة من الصواريخ والمقذوفات المضادة للدروع، وكانت البداية بالفعل في معرض إيدكس 2018 الذي ظهرت فيه منظومة التحذير ضد أشعة الليزر الصادرة من منصات إطلاق وتوجيه الصواريخ المضادة للدروع والطائرات والتي يمكن تنصيبها على المنصات الأرضية، الجوية، والبحرية، وكنت قد أشرت في حينها أنها يمكن أن تكون بداية الطريق لتطوير منظومات الحماية النشطة.

أما في مجال الدفاع الجوي، فإن التوجه لإنتاج منظومة متكاملة بما تشمله من صواريخ مضادة للطائرات، ماهو إلا بداية وانطلاقة صحيحة بلا أدنى شك نحو تطوير نسخة للقتال الجوي مُطلقة من الطائرات المقاتلة من تلك المنظومة، وهو التوجّه المنطقي والأصح لأية دولة تدخل هكذا مجال، كما فعلت إسرائيل ( صواريخ Python قصيرة المدى وDerbi متوسطة المدى أرض-جو وجو-جو ) وجنوب إفريقيا ( صواريخ Umkhonto أرض-جو قصيرة-متوسطة المدى وصواريخ A-Darter وMarlin جو-جو ).

وفي مجال صناعة الذخيرة، فأتوقع أن يشتمل على الذخائر الموجهة دقيقة التوجيه والصواريخ المضادة للدروع لمختلف المنصات الأرضية والجوية.

إن اقتحام هكذا مجالات يُعزز من قدرات تطوير منظومات التوجيه والملاحة وأنظمة السوفتوير، ليخرج لنا أجيالاً محلية من الصواريخ الجوالة والقنابل والذخائر الذكية عالية الدقة والطائرات المُسيّرة بدون طيار بمختلف أنماط التوجيه الممكنة (ليزر – حراري – كهروبصري – راداري / راداري ملليميتري – قمر صناعي .. إلخ) وتمتلك الكلية الفنية العسكرية مركزاً متخصصا لتطوير المنظومات والمركبات الأرضية والبحرية والجوية الغير مأهولة، من المؤكد أنه سيسهم في تطوير تلك الانظمة إلى جانب جهود إدارة البحث والتطوير، إدارة الأسلحة والذخيرة، هيئة التسليح بالقوات المسلحة، ووزاة الإنتاج الحربي.

أخيرا، لا شك أن تطوير هكذا منصات ومعدات وذخائر سيتطلب تعاوناً مُكثفاً وعلى أعلى المستويات (مدعوما بالإرادة السياسية المتوفرة) مع الشركاء الأجانب من كبريات الشركات المتخصصة في الصناعات الدفاعية والعسكرية كـ Thales الفرنسية وLeonardo الإيطالية وLIG Nex1 الكورية … إلخ، كما أثق ان دولة الإمارات سيكون لها دوراً كبيراً ورئيساً في التعاون الوثيق مع مصر في مجال التصنيع العسكري من خلال مجموعتها الأشهر والأكبر ” توازن دينامكس ” التي زارها وزير الإنتاج الحربي الراحل اللواء دكتور / محمد العصار في سبتمبر 2019 وأعرب حينها عن رغبته في التعاون المُشترك مع عدد من شركات المجموعة.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*